مقدمة :
اليوم اخواني الكرام سأحدثكم عن اضخم بارجة
تمت صناعتها على صعيد المانيا و صعيد اوروبا ايضا ، و اطلق على هذه البارجة اسم
بسمارك نسبة للمستشار البروسي و مؤسس الرايخ الثاني اتو فون بسمارك ( رابط سيرة حياة القائد فون بسمارك ) ، فهيا بنا
اخواني نتعرف على اكبر بارجة المانية ..
صناعتها :
بعد نهضة المانيا و وصول الفوهرر ادولف هتلر
الى الكم عام 1933 و بدا العمل على تطوير جميع فروع و تشكيلات الجيش ، كان الاسطول
الالماني يعاني حيث تم تدمير الكثير من القطع البحرية في الحرب العالمية الثانية و
لم تستطع المانيا شراء او تصنيع اي قطعة بسبب معاهدة فرساي ، و لكن مع نهوض الرايخ
الثالث و مع وضع خيرة ضباط الفوهرر لهيكلية جديدة بدا العمل على تطوير جميع فروع
الجيش ، و حينها اسندت الى القاعدة البحرية في هامبورغ تصميم بارجة او مدمرة ليتم
الاطلاع عليها من قبل الفوهرر و يعطي موافقته ، فبدا العمل عام 1935 على وضع تصميم
و بعد الانتهاء منه رفعه الى قائد الاسطول الالماني حينها الامبرال جونتر لوتينز
فوافق عليه و من ثم رفعه الى الفوهرر و تمت الموافقه على هذا التصميم المخيف وقتها لاي
بارجة ، و كان التصميم على الشكل التالي :
ـ طول : 241.5 متر
ـ عرض : 36 متر
ـ سرعة القصوى : 55كلم/س اي 30 عقدة
ـ الطاقم : 103 ضباط ، 1962 بحارا المجموع
2165
ـ وزنها : 41.700 طن
ـ حمولتها : 9.500 طن
ـ التسليح : مدفع عيار 135 ملم ، عدد 8 ، بمدى
8020 متر
ـ رشاش عيار ام جي 40 عدد 24
ـ مضاد للطائرات عيار 80 ملم عدد 6 بمدي 2000
متر
ـ مزودة بنظام راداري و نظام تشويش خاص
بالغواصات
ـ التدريع : يصل الى 240 ملم
ـ طائرات ارادو هارون برمائية عدد 196 و تقوم
بمهام استطلاع و استكشاف..
وافق الفوهرر على هذا التصميم و بدا العمل في
العام 1936 ، و تم الانتهاء سنة 1940 ..
التدشين و الافتتاح :
يوم الخامس من مايو سنة 1941 زار الفوهرر
ادولف هتلر و الجنرال كايتل (رابط سيرة حياة المارشال كايتل) القاعدة البحرية في هامبورغ ، و بدا حفل التدشين و
القى قائد الاسطول الالماني لوتينز كلمة شرح فيها للحضور عن هذه البارجة الجديدة و
انها ستكون يد المانيا الطولة في البحار و المحيطات ، فبارك الفوهرر عمل البحرية و
قام بجولة مع كبار ضباط الرايخ الثالث داخل البارجة ، و عند انتهاء الفوهرر من
جولته سئل قائد الاسطول متى تصبح بسمارك جاهزة للمشاركة بعمليات حربية ، فرد قائد
الاسطول ( الان ).
المهام :
عملية راينوبونج غادرت بسمارك الميناء الحربي
في هامبورغ متجهة الى النروج بمهمة حربية بحرية و عليه ابحرت في طريقها الى
النرويج و يصحبها 7 طرادات تامين و سفينة حربية اخرى و في طريقها علمت الاستخبارات
البريطانية بتحرك بسمارك فارسلت بريطانيا طائرات تجسس و استكشاف و عليه تم رصد
بسمارك قرب ميناء النرويج ، علم الالمان حينها انهم متعقبون و لكن كان الالمان مطمئنين
من حيث حال الطقس لم تكون لصالح البحرية البريطانية ، فاكملت مهمتها في النرويج
فكانت المهمة عبارة عن هيمنة المانية في اوروبا فأرسلها الفوهرر مثل تهديد الى ميناء النرويج ، فبعد ان كشف الرادار طائرات التجسس البريطانية ، و بعد ان علمت
البحرية البريطانية بان بسمارك في ميناء النرويج ارسلت اربع طرادات ثقيلة
لمتابعتها فقط بدون النية للاشتباك مع البارجة بسمارك ، و مع تقدم الطرادات
البريطانية من مجال الرادارات الالمانية ، فتم اكتشاف امر البريطانيين قصفت بسمارك
ثلاثة الالاف قذيفة بحرية ، و لكن لسوء لم تصب اي من الطرادات البريطانية باي شظية
، و لضيق الوقت و الملاحقة البحرية لم تتزود بسمارك بالوقود في ميناء النرويج ، و
بعد عملية مطاردة كبيرة بين بسمارك و طرادادت المساندة و الطرادات البريطانية
توجهت بسمارك الى مضيق الدنمارك فحصلت معركة بحرية كبيرة...
معركة مضيق الدنمارك :
في مضيق الدنمارك في اصابة ثلاثة طرادات
المانية او هي للتامين ، قرر قائد الاسطول لوتينز المواجهة ، للانتقام و عليه يوم
24 مايو حسم الاميرال لوتينز قراره بالمواجهة بالرغم من نقص الوقود في البارجة و
ايضا بالرغم من اصابة طرادات التامين ، فبدات المواجهة اطلق بسمارك نيرانها من كل
مدافعها على الاهداف البربطانية ، و لكن الطرادات نسبة للبارجة فهي اخف بالمناورة
و الالتفاف ، استمرت المعركة 12 دقيقة بين بسمارك و الطرادات و من ثم دخلت طائرات
بريطانية المعركة و قصفت برج القيادة و غرف القادة و التحكم ، مما ولد صدمة كبيرة
لجميع الضباط و البحارة ، و فانقطع الاتصال بالبارجة بسمارك و اشتعلت نيران ببرج
البارجة ، و كانت طرادات البريطانية تقوم بعمليات قصفت و مناورة، سببت الكثير من
من الضربات في بدن و جسم البارجة و مما جعل قائد الاسطول ينسحب من ميدان معركة ،
فانطلقت بسمارك بكامل سرعتها للمحافظة على ما تبقى منها فحصلت المطاردة...
المطاردة :
اعلمت البحرية البريطانية من خلال قائد
الطراد الاول في المعركة ان بسمارك انسحبت من ميدان المعركة ، وصل الخبر الى تشرشل
، رئيس الوزراء النشيط الذي كان له الفضل الاكبر تماسك بريطانيا و عدم هزيمتها ،
و عليه قرر تشرشل اغراق بسمارك مهما كلف الامر ، و بناء على اوامر تشرشل تم ارسال
اربع طرادات اخري لمطاردة بسمارك بالاشتراك مع سرب من القوات الجوية ، فحصلت
المطاردة ،في وقت انسحاب بسمارك من المعركة البحرية قام المهندسون و الخبراء
بتصليح ما يمكن اصلاحه من جهاز لاسلكي ، و جهاز اشارة و رادار،
فعن وصول
التشكيل المؤلف من اربع طرادات لمؤازرة الطرادات الاربعة الاخرى والتحاق السرب
الجوي ، تم الوصول الى بسمارك في عرض المحيط ، واطلق على بسمارك عشرات الطوربيدات
والقذائف من الطائرات ولكن عدد الطوربيدات اصابت ضفة الثقيلة التي تزن 250 طنا
وتجمدت الطوربيد بزاوية 15 درجة ، انحرفت البارجة نحو الشمال واصبحت عاجزة عن تغيير
مسارها او القيام باي مناورة لم يستطع الغواصون تحرير الدفة نظرا لضيق المكان
وظروف القتال الجارية ولثقل الدفة ، ويقول الخبراء ان فرصة تحقيق اصابة مماثله لا
تتعدى فرصتها واحدة من كل 100,000 طوربيد يطلق على الدفة ، اي ان واحدا من 100,000
طوربيد ليصيب هذا الهدف ، فهنا لك ان تتخيل عزيزي القارئ سوء حظ البارجة بسمارك ، وقبل
منتصف ليل 26 مايو ارسل الاميرال لوتنز رسالة لاسلكية الى الفوهرر هتلر قال فيها (
انخفضت قدرة السفينة على المناورة والقتال ، سنقاتل حتى النهاية وثقتنا بالنصر
الالماني ..) فرد الفوهرر هتلر بعد ساعتين على هذه الرسالة المشفرة فقال لهم (
اشكركم باسم الشعب الالماني ايها الابطال )
الغرق :
لم تسلم بسمارك حتى و هي مصابة و لم تستطع الالتفاف و المناورة من ضربات بريطانيا من الجو و البحر و هذا بأوامر من تشرشل شخصيا ، في فجر اليوم 27 مايو ، شنت البحرية البريطانية هجوما شرسا على بسمارك المصابة ، مما جعلها تغوص نحو الاعماق و النيران و الدخان تتصاعد منها من كل مكان فغاصت نحو قاع البحر و لم ينجو من طاقمها الا 115 بين ضابط و بحار ، من مجموع عديدها البالغ 2165 ، و هكذا اخواني انتهت اسطورة بسمارك ، عملاق المانيا البحري ،
اتمنى اخواني اكون قد اوصلت لكم هذه المعلومة
بشكل مبسط وليس المفصل ، و اتمنى لكم الاستمتاع بقراءة هذه المقالة...
بقلم المدرب
الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق