مقدمة :
اليوم اخواني سنخوص سويا بين سطور الامبراطورية
المغولية ، و احدثكم عن اشهر و امهر قائد عسكري مغولي و هو كتبغا نويان ، الذي
اشتهر بشخصيته الفذة و شراسته الغير العادية و حدته في القتال ، حيث ان كتبغا كان
احد مستشارين هولاكو المقربين الذين اعطوا فكرة استباحة بغداد و قتل كل شي حي ببغداد
حتى النخيل لم يسلم منهم ، عرف عن كتبغا انه آلة للقتل و الدم ، فهيا بنا اخواني نتعرف على
هذا القائد العسكري ..
حياته و نشأته :
في هذه الفقرة حياته، ساذكر اشهر المعارك و
الحروب التي كان لكتبغا دور كبير جدا فيها ،
ليس هناك اي مرجع يعطي تاريخ الميلاد و لكن
ما استطعت الحصول عليه هو ان ميلاده في القرن الثالث عشر ، اسمه الحقيقي كيتوبوقا
نويان ، تزوج عدد كثير من النساء و كانت عائلته مكونة من 9 زوجات و هذا الرقم
المعلن و 25 طفل ، كان صديق هولاكو و ترعروا سويا في الحقول الاسيوية و تعلق كثيرا
بالخيل و الفروسية و الرماية و القتال و صناعة السيوف ، و ما ان بلغ سن الرشد الى
ان انضم ابوه و عمه في جيش جنكيزخان ، و بدأ يسمع عن فتوحات القائد و مؤسس الامبراطورية
المغولية جنكيزخان ..
تعلق
كثيرا بالعمل العسكري الى ان اتت الفرصة لينضم مع هولاكو في الجيش المغولي كقادة
كتائب ليبدا مسيرته العسكرية الحافلة كان مظهره مرعب و فذ حيث اشتهر بلحيته
الطويلة و شعره الكثيف كان طويل القامة و قوي البنية ، و اول مهام عسكرية كانت له
هي محاربة الاسماعليين و من ثم انتقل الى غرب بلاد فارس لمحاربة الفرس ، و من ثم و
بعد سنين من الحصار فشلوا المغول في اقتحام بلاد فارس ، ليتم تركيز الجهد على بلاد
المسلمين ..
هولاكو خلفا لجنكيزخان :
مع تولي هولاكو زمام الامبراطورية المغولية لم ينسى هولاكو صاحبه و رفيق دربه كتبغا ، كان لكتبغا نصيب كبير في حصوله على منصب نوين و هي تعني قائد عشرة الاف جندي ، بعد تركيز الجهد الاساسي للجيش المغولي ضد المسلمين كانوا الخوارزميين اول محطة للجيش المغولي بهجومهم الهمجي و الشرس على بلاد المسلمين ، و بعد سقوط خوارزم و خراسان ، لم يتبقى الا بغداد مقر الخلافة ، كان المغول متعطشون للدماء و كانت بغداد عروسة العالم و منارة الكون و العلم ، الى ان بدا الهجوم على بغداد و كان كتبغا قائد عشرة الاف جندي و مستشار هولاكو العسكري و نائبه بقيادة الجيش في حال اصابة هولاكو ، قاتل المسلمين و سدوا الكثير من الهجمات و لكن السياسة هي من كانت سبب الهزيمة حيث قال هولاكو للخليفة عبدالله المستعصم بالله ،اسلم تسلموا و سلموا اسلحتكم ، قبل الخليفة المستعصم بالله بتسليم اسلحة الجيش العباسي بالكامل و هذه هي غلطة التاريخ و لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان غلطة كانت سبب انهيار الخلافة باكملها ، و بعد تسليم كل الاسلحة للجيش العباسي لم يبقى اي شي للدفاع ، كان كتبغا صاحب فكرة استباحة بغداد التي قبل فيها هولاكو ، بدأ القتل الشرس و الهجمي و انا قد شرحت في مقالة سابقة عن هجوم بغداد ساترك لكم الرابط (رابط معركة بغداد)، و بعد انتشار الوباء في بغداد من كثرة القتل ، كانت وجهة المغول الثانية بلاد الشام و مصر ،امر هولاكو كتبغا بالتوجه لحصار دمشق و عليه
بدا حصار بلاد الشام و ابرز تلك المناطق كانت دمشق مقر الوالي ، ولكن لسوء الحظ
تعامل والي دمشق مع المغول و من ثم ارسل الى هولاكو ان والي دمشق قبل التعامل مع
المغول لتخفيف القتل و الدم فقبل هولاكو ، تركز الجهد على مصر ، و بعد تهديد
هولاكو و ارسل ثلاثة رسل لتسليم رسالة لوالي مصر ، و كانت مصر في حكم سيف الدين
قطز ، امر قطز بقتل الرسل جميعا و تعليق جثثهم في الساحات كي يكسر صورة المغول
التي جسدوها بان جيش المغولي لا يهزم ، و بعد ذلك كانت حادثة قتل الرسل اكبر اعلان
للحرب ،
بدات معركة عين جالوت و ساترك لكم الرابط
ايضا (رابط معركة عين جالوت)، و في هذه المعركة بالتحديد قتل كتبغا و تم قطع راسه من قبل القائد المسلم
جمال الدين الشمسي ، و كانت معركة عين جالوت هي المعركة التي كانت بمثابة بداية
النهاية للامبراطورية المغولية ، و انتصر فيها المسلمين انتصار حاسم..
اهم افكار و اسلوب القائد المغولي كتبغا :
كان اذا اقتحم مدينة او بلد اخذ اهل هذا
البلد اسرى ليحارب بهم المدينة التي يريد ان يحتلها ، و في بعض الاحيان كان ياخذ
اهل اي بلد تم احتلاله سابقا لبلد جديد يريد ان يحتله و عندها يطلب من اهل المدينة
المحاصرة ايواء اهل المدينة التي تم احتلالها سابقا و كان الهدف من هذا هو صرف
المؤن و الطعام بشكل اسرع ، اي انه في حال قبلت المدينة المحاصرة ايواء عدد جديد
من الناس سيتم اطعامهم و هنا يصبح صرف كمية الطعام مضاعفة .. كان لكتبغا حنكة
عسكرية كبيرة و هنا اخواني اكون قد انتهيت من شرح المقالة المبسط و ليس المفصل..
بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق