القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

القائد سيف الدين قطز ، معركة عين جالوت

القائد سيف الدين قطز ، معركة عين جالوت



مقدمة :

التاريخ الاسلامي حافل بالكثير من الحروب والمعارك وهناك الكثير من القادة و الجنرالات الذين كانت لهم بصمتهم، واليوم اخواني ساحدثكم عن معركة عين جالوت المعركة التي اوقفت زحف المغول بعد الدخول من الشرق وتدمير مركز الخلافة بغداد وكامل اراضي العراق وبعد ان دمروا العراق اخذوا بغداد مركزا لهم، كانت نوايا زعيم المغول هولاكو التمدد اكثر والوصول الى بلاد الشام ومصر ولهذا السبب كانت معركة عين جالوت معركة فاصلة بالتاريخ الاسلامي فبعد معركة عين جالوت وانتصار المماليك على المغول لم تقم للمغول قائمه، ولهذا تعتبر معركة عين جالوت اهم معركه في التاريخ الاسلامي التي اوقفت زحف المغول واطماعهم و ردعهم عن احتلال باقي بلاد المسلمين..

 

ما قبل المعركة :

 كانت الاوضاع بمصر متدهورة اقتصاديا وسياسيا،

 اقتصاديا كانت تعاني مصر من كثرة الحملات الصليبية التي قامت بها اوروبا على بلاد الشام ومصر والفساد الداخلي مما اثر هذا الشيء على الاقتصاد المصري من كثرة الرشاوي والسرقة ونهب القوافل التجارية من قبل قطاع الطرق ،

 

 الوضع السياسي كان متوترا جدا وبعد استلام سيف الدين قطز سدة الحكم على مصر فكان المماليك غير مقتنعين به، فهم يؤيدون شجرة الدر وكان هناك قائد المماليك البحرية الظاهر بيبرس ليس فقط كان مؤيدا لشجرة الدر مثل باقي المماليك بل كان على العكس كان يرى نفسه مكان سيف الدين قطز حاكما على مصر فكان الحقد والغيرة تملا قلبه..

 على الرغم من هذا الوضع الذي تمر به مصر وهذا الوضع الراهن في الازمة الاقتصادية والسياسية كان ظاهر بيبرس منشغل بالمنصب، وكيفية الحصول عليه،، وفي ظل هذه الازمات وصل اربع رسل من المغول مرسلين من قبل هولاكو طلبوا مقابلة الحاكم سيف الدين قطز لتسليمه رسالة من قائدهم هولاكو فكان محتوى الرساله على الشكل التالي :

 

" من ملك الملوك شرقا وغربا الخاقان الاعظم يعلم الملك المظفر قطز الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا الى هذا الاقليم يتنعمون بانعامه ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك يعلم الملك المظفر قطز وسائر امراء دولته واهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الاعمال ان نحن جند الله في الارض خلقنا من سخطه وسلطانا على من حل به غضبه سلموا الينا امركم قبل ان ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطا فنحن ما نرحم من بكى ولا نرفق بمن شكى قد سمعتم اننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الارض من الفساد وقتلنا معظم العباد فعليكم بالهرب وعلينا الطلب فاي ارض تؤويكم واي طريق تنجيكم واي بلاد تحميكم فما من سيوفنا خلاص ولا من مهابتنا مناص فخيولنا سوابق وسهامنا خوارق وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال فالحصون لدينا لا تمنع والعصا والعساكر لقتلنا لا تنفع ودعائكم علينا لا يسمع فانكم اكلتم الحرام ولا تعفون عن الكلام وخنتم العهود والايمان وفشى فيكم العقوق والعصيان فابشروا بالمذله والهوان فاليوم تجزون العذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فمن طلب حربنا ندم ومن قصد امانتنا سلم فان انتم لشرطنا ولامرنا اطعتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وان خالفتم فلا تهلكوا انفسكم بايديكم فقد حذر من انذر وقد ثبت عندكم ان نحن الكفرة وقد ثبت عندنا انكم الفجرة وقد سلطنا عليكم من له الامور المقدرة والاحكام المدبرة فكثيركم عندنا قليل وعزيزكم عندنا ذليل وبغير المذله ما لملوككم علينا سبيل فلا تطيل الخطاب واسرع برد الجواب قبل ان تضرم الحرب نارها وترمي نحوكم شرارها فلا تجدون  منا جاها ولا عزا ولا كافيا ولا حرازا  وتدهون منا باعظم داهيه وتصبح بلادكم منا خاليه فقد انصفناكم اذا راسلناكم وايقظناكم اذا حذرناكم فما بقى لنا مقصد سواكم والسلام علينا وعليكم وعلى من اطاع الهدى وخشي عواقب الرد واطاع الملك الاعلى "

 

محتوى رسالة ملك المغول عبارة عن إعلان حرب واضح و هذا ما قاله الحاكم سيف الدين قطز ، بعدها جمع الحاكم قطز كل الامراء و الضباط و كبار الدولة للتشاور ، و رسل هولاكو تنتظر الرد يقصر الحاكم ، كان سيف الدين قطز رافضا لفكرة الاستسلام كليا ، و كان يريد الحرب و المواجهة ، و لكن كان بعض من المماليك و الامراء من يخالف فكرة الحرب فقال الحاكم قطز مقولته الشهيرة " من للاسلام ان لم نكن نحن "  كان الامراء لديهم نفوذ في الجيش لذلك كان لا بد من اقناعهم و التاثير عليهم كي يقوموا بالواجب العسكري و الواجب الجهادي ايضا ، و عليه و قبل ان يجمع من مجلسه التصويت على قرار الحرب قال مقولة شهيرة " ان القى التتار بنفسي " وقعت كلمات الحاكم قطز في قلوب جميع المجلس المجتمع فصوتوا للحرب ،، و بعد تأيد قرار الحرب امر الحاكم قطز بقطع رؤوس الرسل الاربعة المنتظرة ، و قرر تعليق رؤوسهم على باب زويلة في القاهرة و هكذا يكون اقوى رد له لملك المغول هولاكو...

 

الاستعداد للمعركة :

بدا علماء الدين بالحث على الجهاد في الخطب و على منابر حيث دعوا للجهاد و للالتحاق بالجيش ، هذا من الجانب التعبوي ، و اما من جانب التخطيط الحربي بدا الحاكم قطز و قيادته الحربية بوضع خطة للقضاء على المغول ، فكانت الخطة التي وافق عليها الحاكم و كبار الضباط هي ، ان يقاتلون المغول جارج مصر ، اولا كي يقوموا بخدع المغول ان عدد المسلمين كبير جدا ، و هذا الجيش يوجد اكثر منه بمصر و النقطة الثانية هي اذا طلب الدعم من بلاد الشام يصل ارض محايدة مثل فلسطين اقرب من مصر ، تم اختيار ارض فلسطين هي ارض القتال ، و مع العلم اذا فشلت الخطة و خسر المسلمون هذه المعركة الكارثة كبيرة ستكون لا ن فلسطين و بلاد الشام و مصر في خطر ..

عندما ذهب الظاهر بيبرس و الحاكم قطز لوضع لمساتهم على الخطة النهائية ، و عند وصولهم الى ارض فلسطين اختاروا سهل عين جلود ، لانه سهل و لا يستطيع المغول المناورة فيه ، و لا تسهل عملية حصارهم و تسهل عملية الهروب اذا لزم الامر و ان المعركة في سهل كان لصالح المسلمين ، فوضع لمساتهم الاخيرة ، ارسل الحاكم قطز رسالة مع احد الرسل الى هولاكو كي يعطيهم موقع المعركة و متى و اين ، و بعد وصول الرسالة ، بدا تحرك جيش المغول و قائده هولاكو و قائد اركانه كتبغا سفاح اسيا و سفاح بغداد ، تحركوا و في طريقهم الى سهل عين جالوت...

 

المعركة :

صلى جيش المسلمين صلاة فجر الجمعة في 25 رمضان 658 هـ اي 1260 ميلادي ، و رتبوا صفوفهم و استعدوا المقدمة بقيادة الظاهر بيبرس و معه المماليك البحرية و الفرسان ،، و قائد الميمنة كان سنقر الرومي و الميسرة بقيادة بلبان الرشيدي ، و عندما تقدم الجيش المغولي ، تقدم اولا القائد سنقر الرومي و نزل للمناورة قبل الالتحام و من ثم لحق به القائد بلبان مع فرفته ، و بدا المناورة الى ان وقف جيش المغول ينتظر باقي الجيش الا ان جيش المسلمين لم يتحرك و بقيت المقدمة بمكانها ، و بعدها بدا القتال ، تعجب كتبغا من ان المقدمة لم تتحرك ، فكانت الاوامر من هولاكو الذي لم يشارك في المعركة حيث ارسل كتبغا فقط ، قال له اسحق الملوك اولا ، و عند مواجهة المغول القائدان بلبان و سنقر ، قام كتبغا بإعطاء اوامر لفرقة خيالة بالهجوم على مقدمة جيش المسلمين الذي يتمركز بها الملوك و القادة لجيش المسلمين ، و عليه بدا المغول يتقدمون نحو الفخ ، و هنا ارتسمت البسمة على جميع القادة الذين وضعوا خطة المعركة بان المعركة تسير كما ارادوا و عند اشتباك فرقة الخيالة بمقدمة الجيش بدا قتال عنيف و شرس و كان للقائدان سنقر و بلبان شرف الصمود و احتواء جيش المغول و بقوا في مراكزهم تحت اعنف و اقوى الهجمات ، تقدم امير من امراء المماليك واسمه جمال الدين اقوش الشمسي و اخترق صفوف التتار حتى وصل لكتبغا  ودار  بينهما قتال فتمكن اقوش من كتبغا و قتله  و بقتله قتلت العزيمة عند جيش المغول  و اصبحوا يقاتلون فقط ليفتحوا لانفسهم طريقا في المدخل الشمالي لسهل عين جالوت ليتمكنوا من الهرب  و استطاعوا فتح ثغرة للهروب منها، فخرجت اعداد كبيرة من جيش المغول نحو الجهة الشمالية، و خرج المسلمون في طلبهم ، حتى وصل الجنود من الجيش المغولي الفارين لمدينة بيسان و هناك بدا الجيش المغولي بطلب النجدة من المناطق التي تحت سيطرته و عند وصول جيش المسلمين اليهم كان المغول قد اعادو تنظيم صفوفهم دارت اشتباكات قوية و عنيفة في بيسان كان قتال شرسا للغاية حيث ان تم محاصرة جيش المسلمين و لكن و بفضل الله  تم كسر هذا الحصار من قبل القوات و كي يتمكن جيش المسلمين من بعدها الاطاحة بكامل جيش المغول و يعيده منهزما ..

و من بعد هذه المعركة بدا تحرير دمشق و حمص و حلب و كل الدول و المناطق الخاضعة لسيطرة المغول و كانت معركة عين جالوت بداية النهاية للامبراطورية المغولية...

 

و هنا اخواني اتمنى ان اكون قد اوصلت المعلومة بشكل مبسط و اتمنى ان تستمعوا بهذه المقالة...

 

بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم


تعليقات

التنقل السريع