مقدمة :
اليوم اخواني ساحدثكم عن ملك الكلدان الشهير
نبوخذ نصر الثاني ، احد اشهر و اقوى ملوك الكلدان الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين
و اكبر ابناء الملك نبوبولاسر ، كانت بابل قد تخلصت من العبودية في عهده و اتجهت نحو
الازدهار و اطلق على عصره اسم
"
مقيم المدن " بسبب حبه للاعمار و العلم و المعرفة ، وكان عند احتلاله اي بلد
او حضارة جديدة يدخلها فاتحا ولا يدخلها غازيا ، دائما ما كان يفرض الجزية و ياخذ
كل المفكرين و العلماء في المدينة التي
دخلها و يتم ارسالهم الى مقر الحكم في بابل كي يستفيد من خبرتهم و معارفهم ، فهيا
بنا اخواني نتعرف اكثر على هذا الملك الشهير ..
نشأته و حياته :
ولد نبوخذ نصر عام 642 قبل الميلاد ، والاسم
الكلداني له هو نبو كودورو اوصور ، و معناه "نابو حامي الحدود" ، و نابو
هو إله التجارة ، و له اكثر من لقب مثل الملك العظيم و ملك بابل و لكن المؤرخين
اطلقوا عليه اسم نبوخذ نصر الثاني و هذا الاسم الاكثر شهرة و تداولا ، هو الابن
الاكبر للملك نبوبولاسر ، و في عهد والده ،
قاد نبوخذ نصر الجيش الكلداني لانتصارات
عديدة و اهمها هي انهاء حكم الاشوريين ، كي يخلص الكلدان من الحكم و الاشوري و لكن
بعد هزيمة الاشوريين في معركتهم مع نبوخذ نصر الاولى ، حشد المصريين جيش كبير
لمساندة الاشوريين ، و حصلت معركة كركميش التي انتصر فيها نبوخذ نصر على الجيشان
الاشوري و الفرعوني ، و بعد هذا الانتصار الحاسم سيطر نبوخذ نصر على بلاد الرافدين
و وصل نفوذ مملكته الى بلاد الشام و فينيقية ، و بعد انتهاء تقسيم المناطق ليولي
على كل منطقة والي له ، توفى والد نبوخذ نصر ، ليعود الى بابل ولي شرعيا عليها ..
حكمه :
بعد تولي نبوخذ نصر الحكم اعتنى بتدريب الجيش
و تطوريه و اهتم بالعلم و الثقافة و المعرفة ، فجهز جيش كبير ليغزو المناطق كي
يوسع نطاق حكمة و نفوذ مملكته ، جمع جيش كبير وكان هدفه دخول مصر ، و هاجم حتى وصل
الى شمال فلسطين فتوغل داخلها ولكن شاء القدر ان يهزم في معركة عزة ، عام 601 قبل
ميلاد ، مما منع البابليين التقدم نحو مصر لان هدفه كان دخول مصر ، فتوقف تقدم
الجيش البابلي و اكتفى بالمحاصرة و فرض الجزية للمدن التي حاصرها و لكن فقد جيش
نبوخذ نصر قوة الهجوم ، و لحنكة نبوخذ نصر لم يدمر المدن فقط حاصرها و فرض الجزية
، كان في مملكة يهوذا ملك يدعى يهويا كين ، رفض دفع الجزية مما اغضب الملك نبوخذ
نصر فقرر الهجوم على المملكة و اخذ ملكهم اسيرا ، فعين نبوخذ نصر ملكا جديدا على
ممكلة يهوذا و هو صدقيا ، و بعد ان تم تعينه من قبل نبوخذ نصر و سرعا ما اصبح
بالحكم الى انه رفض دفع الجزية ايضا ، و ارسل الملك صدقيا رسالة عاجلة الى الملك
الفرعوني يطلب المساعدة ، فقبل الملك الفرعوني و ارسل بجيش كبير لمساعدة الملك
صدقيا ، لان الفراعنة كانوا على علم ان مصر هي الهدف الثاني ان سقطت اورشاليم ، و
عليه ارسلوا بجيش كبير علم نبوخذ نصر بهذه الاخبار من الكشافة ، فجهز جيشه و قرر
الهجوم عليهم عند وصول الجيش الفرعوني ، سيكون بدوره متعبا من مشقة الطريق و سيبدأ
حينئذ بالهجوم ، وبالفعل تم تنفيذ ما خطط له نبوخذ نصر و كانه حقل تدريب ، كانت
القتلى و الجثث تغطي الحقول و السهول و عند معرفة ما حصل بالجيش الفرعوني ، اصاب
جيش يهوذا الخوف قبل الهجوم عليهم فبداوا بالهرب حتى اسوار اورشاليم و اختبؤوا
داخلها ، حاصر نبوخذ نصر اورشاليم سنة كاملة و بعدها سقطت ، كان هجوم نبوخذ نصر
على اورشاليم عنيفا جدا ، حرق و دمر الكثير من المعالم و المعابد و الهياكل ، و
انهى حكم اخر ملوك من سلالة النبي داوود عليه السلام على مملكة يهوذا..
اكمل نبوخذ نصر فتوحاته حتى اخذ بلاد كنعان و
فينيقية ، و من ثم بقت مصر عصية على جيشه ، و بالرغم من خسارة الجيش الفرعوني
مرتين ، و لكن لم تكن الخسارة في الاراضي الفرعونية ، و اخيرا قرر نبوخذ نصر دخول
مصر ، جهز جيشا كبيرا جدا ، و علم فرعون مصر وقتها تحتمس الثاني فارسل جيشه ايضا و
هنا كان للفراعنة حنكة و قوة عسكرية كبيرة ، كان تحتمس من خيرة الملوك المحاربين
ارسل جيشه و التقى الجيشان بفينيقية اي بين فلسطين و لبنان ، و اشتعلت المعركة ، و
بحسب المؤرخين كانت معركة كبيرة و لكن تبقى نتيجتها سرا و لم يعرف من انتصر حينها
ولكن على الارجح ان الجيشان خسروا خسارة كبيرة و فقدوا الكثير من العديد ...
و كانت هذه المعركة اخر معركة لنبوخذ نصر حيث
بعدها بستة اشهر توفى الملك نبوخذ نصر عن عمر ناهز 44 عاما، و لكن ترك وراءه ممكلة
كبيرة جدا امتدت من الخليج العربي و بلاد فارس الى البحر الابيض المتوسط و كانت
بابل اقوى امبراطورية بين جميع الامبراطوريات ، و بعد وفاة نبوخذ نصر خلفه ابنه
اميل مردوخ ..
اعماله المدنية :
نقوش و لوحات كثيرة في مملكته و الكثير من
الرسوم و الوثائق ، و الخرائط و إعمار الحداثق المعلقة البابلية ، سور بابل الشهير
، بوابة عشتار ، برج بابل الذي كان مقر للعبادة و الكثير من المعالم و لكن ساكتفي
بما ذكرته ..
و هنا اكون اخواني قد انتهيت من الشرح المبسط
و ليس المفصل و اتمنى لكم ان تستمتعوا بهذه المقالة
بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق