مقدمة:
اليوم اخواني سأحدثكم عن المجازر و القتل و
العنف الذي ادى الى إبادات ، ضد الهنود الحمر ، سكان أميركا الاصليين ، و هنا
نتكلم عن القرن الدموي القرن التاسع عشر ، ما بين الحقبة 1846 الى 1873 ، اي ان 27
عام من الاجرام و العنف و الابادة ادى الى وفاة 100 الف من الهنود الحمر سكان
اميركا الاصليين و هذا الرقم موثق من البروفسور إيد كوستيلو من جامعة سونوما ، و
بعد دراسة اجراها عن إبادة سكان اميركا الاصليين توصل الى هذة النتيجة..
استقلال كاليفورنيا :
في عام 1846 بدأ الصراع بين اتحاد ولايات
اميركا و هو اسم الولايات المتحدة و لكن في حقبة القرن التاسع عشر لم تكون جميع
الولايات مكتملة الاتحاد بعد ، فكان الاسم هو اتحاد ولايات اميركا ، قامت الحرب في
شمال كاليفورنيا بين قوات اتحاد الولايات و القوات المكسيكية ، التي كانت تحتل
كاليفورنيا ، و بعد انتصار قوات اتحاد اميركا ، تم إبرام اتفاقية غوادالوبي
هيدالغو ، و كانت ابرز نقطة تم الاتفاق عليها هي تسليم المنطقة الشمالية و
الشمالية الجنوبية لاتحاد ولايات اميركا ، و هنا اصبحت ولاية كاليفورنيا خاضعة
لسيطرة اتحاد الولايات بالقانون و النار ..
القتل المتعمد و بداية الابادة :
بعد سيطرة اتحاد الولايات على ولاية
كاليفورنيا بالقانون و النار ، تبسم سكان اميركا الاصليين ابتسامة امل بإن السيطرة
الجديدة التي انهت حكم و احتلال النظام المكسيكي ، ستكون ارحم مما سبقت ، و تأملوا
بإن النظام الجديد حتما سيكون ارحم مما عانوه من سرقات و دمار و فساد ، و لكن كان
يخلوا من القتل و مشروع الابادة ، الا ان نوايا الحاكم الجديد وهو حكم اتحاد
الولايات كان عكس ما توقعوه ، عكسه بكل معنى الكلمة ، و بعد سيطرة اتحاد الولايات
على ولاية كاليفورنيا بالقانون و النار تم تفعيل العمل المخابراتي الفيدرالي ، و
هو تغطية المجرميين ، و انشاء الميليشيات الغير قانونية للقيام بعمليات الغارية ،
و قتل ، وحرق للممتلكات و للحقول ، و قتل المواشي ، و عمليات نصب و نهب و سرقة و
فساد قانوني ، من حيث اخذ الاراضي بدون محاسبة المعتدين على الارض ، و رد الارض
لاصحابها ، كل هذة الامور كانت تحت غطاء و بإمر من رئيس اتحاد الولايات و هو جيمس
بوك ، و هذا كله كان بحق الهنود الحمر اي سكان اميركا الاصليين.. و كل هذه الامور
حصلت ما بين فترة 1846 الى سنة 1849 و ادت هذه العمليات الى تقليص عدد سكان الهنود
الحمر من 300 الف سنمة الى 250 نسمة ...
الابادة :
سنة 1850 تم تعين رئيس جديد لاتحاد الولايات
و هو الرئيس زكاري تايلور ، و هنا الهنود الحمر ايضا تبسموا ابتسامة امل ، ان
يرحمهم و يوقف عمليات الاتضهاد ضدمهم و القتل المتعمد بحقهم و كل الفساد الحاصل
بحقهم و المجازر التي قللت من عددهم 50 الف نسمة ، الى ان ايضا كان تشخيصهم لنوايا
الرئيس الجديد كانت خاطئة جدا ، الى ان الرئيس و بعد استلامهم الحكم على كامل
اتحاد الولايات ، اصدر قانون كان مثل الضربة القاضية بحق الهنود الحمر ، ولكن قبل
ان اتلوا عليكم نص القانون ساقول عنوانه و كان عنوان هذا القانون
( حماية الهنود في كاليفورنيا )
ينص
القانون على ارسال اطفال الهنود الى عائلات اتحاد الولايات ، صاحبوا البشرة البيضاء
، و بيع الهنود الذين لا يملكون ارض او حقل او قطيع ماشية بمزاد ،
و
الهنود الذين يملكون ارض او قطيع او حقل او ، يتم اجبارهم على دفع جزية اي ضريبة
على ما يمكلون و عندما يعجزون عن الدفع يتم ضردهم ، اي ضرد المالك من ارضه ، و اخذ
ممتلكاته و توضع تحت امرة و تصرف الاتحاد..
تمت الابادة :
اولا
: من حيث الانجاب كل المواليد تذهب للعائلات التابعة للاتحاد
ثانيا : بيع الهنود ، بعد بيعهم يتم تشغيلهم في حفر
المناجم او بناء السكك الحديدية او العمل الشاق في حفر الجبال و الخناديق للجيش و الاعمال
الشاقة من العمل البحري المضني بصناعة السفن و بإقل الادوات ، و هذا كله تحت العمل
في اطار الملكية اي العبدية ، مما جعل الهنود منهكين لعدم اطعامهم و تشغيلهم لاكثر
من 20 ساعة يوميا ، و هذا ادى الى وفاة الكثير من العمال في المناجم و الحفر و
البناء و جميع الاعمال الشاقة ، كان معدل وفيات الشباب من العمال كبير جدا ، و من
احد المراجع التي قرائتها و اسمها (الحرب
الاهلية الاميركية ) بعد شراء العبيد من الهنود و تشغيلهم في الحفر و الاعمال
الشاقة بدون طعام و في طقس بارد او شديد الحرارة ، كان يأتي بحدود العشر الى خمسة
عشر من العمال يوميا و يقول للحراس من الجنود
( اقتلني ارجوك ) و ( ارحمني برصاصة ) ، انا عندما
قرات انا هذه العبارات لمست قلبي فعلا ، لك ان تتخيل عزيزي القارئ مدى العذاب القائم
بحقهم ، مدى الظلم الحاصل لهم ، مدى الاتضهاد..
ثالثا : المالكين و صاحبوا الاملاك من الهنود
الحمر بعد دفع الضريبة لفترات قصيرة و منها متوسطة ، لم يعد يستطيعون الاستمرار
بالدفع بسبب الحصار عليهم و الفساد القائم ضدهم بإمر من الاتحاد ، بدا عدد كبير من
المالكين بالتخلف عن دفع الضريبة بسبب انهم لم يعد لديهم المال الكافي ، و هنا
تأتي السلطة الحاكمة و تضع يدها على هذة الاملاك و يتم ضرد المالكين و ارسالهم الى
العمل في المناجم و بناء السكك و كل الاعمال الشاقة ..
ملاحظة : من سنة 1850 اي سنة حكم الرئيس الجديد و
اقرار هذا القانون الى سنة 1873 تقلصت اعداد الهنود الحمر من 250 الف الى 35
الف... و اتمنى من القراء اعادة قراءة هذة الجملة عشرات المرات كي تعرفوا
المجازر الوحشية بحقهم و الاتضهاد القائم بحقهم.. و هنا اخواني اكون قد انهيت و
شرحت لكم ان الابادة و عن ما جرى بحق الهنود الحمر بهذه المقالة اتمنى لكم ان
تستمتعوا
بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق