قبائل الزولو

ـ مقدمة :

اليوم اخواني ساحدثكم عن شعوب الزولو او قبائل الزولو ، تعد قبائل الزولو من اكبر القبائل في قارة افريقيا و التي لها اصول و جذور قديمة و كبيرة جدا ، تعتبر قبائل الزولو من القبائل المتمسكة بالارض والمدافعة عن الارض و الجنس الافريقي بالاضافة الى عدم بيع او ادخال اي اجنبي الى اراضيها، فهيا بنا اخواني نتعرف سويا على قبائل الزولو..

 

ـ نشأة قبائل الزولو:

القائد شاكا ، هو اول شخص توج نفسه زعيما و قائدا على قبائل الزولو و كلمة زولو تعني مجموعة قبائل توحدوا تحت اسم زولو ، كانت بداية توحيد القبائل على يد القائد شاكا في عشرينيات القرن التاسع عشر تحديدا بالفترة ما بين 1818 الى 1825، في دول الموزمبيق و زيمبابوي و زامبيا ، كانت اول خطوات القائد شاكا هي الاغارة على القبائل المجاورة له واتخاذ اراضيها وضمها الى نفوذه وحكمه وضم شبابها ورجالها لصفوف المقاتلين لدى قبائل الزولو.

 بعد عدة عمليات اغارة و ضم اراضي جديدة ورجال جدد لقبائل الزولو ، اغضب سلوك وتصرفات القائد شاكا قادة القبائل الاخرى، بسبب ضم قرى تجنيد رجال جدد تحت اسم قبيلته، مما تسبب في نشوب مشاكل و صراعات بين مؤيد و معارض للقائد شاكا في صفوف شعوب افريقيا بالكامل، لهذا قرر زعماء القبائل محاربة القائد شاكا مما جعلهم يحاربونه لسنوات طويلة، وبعد محاربته عدة سنوات و خسارة الكثير من الرجال لطرفين، اجتمع قادة القبائل و قرروا الاستسلام للقائد شاكا و تسليمه زمام القيادة و السيطرة على قراهم و اراضيهيم..

 

ـ سنوات الصراع :

بعد استسلام القبائل المجاورة لحكم سيطرة القائد شاكا بدأت المعارضة تحرض من تحت الطاولة لمحاربة القائد شاكا بسبب توسع اراضيه و نطاق حكمه و نفوذه الذي شمل معظم مناطق الجنوب الافريقي ككل..

ـ رغم اعلان استسلام القبائل الافريقية للقائد شاكا ، الى ان هذا لم يكن نهاية الصراع بل كان بداية حمام دم قادم وسنوات صراع طويلة جدا، ففي فترة حكم الزولو وخضوع جميع قبائل الجنوب والوسط لنفوذ الزولو، الى ان القبائل كانوا يفكرون في كل يوم بطريقة للتخلص من القائد شاكا و حكمه، الى ان اتت الفرصة الذهبية لهم لكي بنتقموا من القائد شاكا بشكل خاص وقبائل الزولو بشكل عام، هنا عزيزي القارئ اريدك ان تقرأ بتمعن كيف انتقم قبائل الوسط والجنوب من قبائل الزولو..

 

ـ الاستعمار الانكليزي لمناطق الجنوب الافريقي :

بدأ اجتياح القوات الانكليزية للمناطق الجنوبية بشكل عنيف، كان التطور العملي و العسكري و التكتي واضح جدا لصالح القوات المهاجمة و هي الانكليزية، دافع الزولو بشراسة واضحة و لم يتخلوا ابدا عن ارضهم وثروتهم،

( كان قتال قوات الزولو بالسيف والخنجر ضد الرشاش الالي و البندقية و المدفع، لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان المدافع يتحصن في بيت من طين وسلاحه البلطة او السكين او السيف والمهاجم يمتلك مدفع و بندقية و رشاش الي )

ـ هنا نأتي سويا الى ما اشرت له سابقا الانتقام كيف انتقمت قبائل الوسط و الجنوب من القائد شاكا و قبائل الزولو، بعد هجوم القوات الانكليزية الغازية لمناطق الجنوب الافريقي اتحدت القبائل الافريقية مع الانكليز ضد القائد شاكا، كان الهدف منها تخفيف الخسائر بصفوف القوات الانكليزية و من الجهة الاخرى تصفية الحساب بين القبائل و قبائل الزولو لرد الثأر و ارجاع نفوذ سيطرتهم على المناطق التي كانوا يحكمونها.

ـ بدأت معارك طاحنة بين الطرفين ادت الى خسائر كبيرة في الارواح، كان المتضرر الاكبر هم قبائل الزولو ثم خسارة كبيرة في الارواح بصفوف القوات الانكليزية حيث بدات بعد تشكيلات الفرسان في الجيش الانكليزي بالهرب و العودة الى الديار ، (ملاحظة : دائما سلاح الفرسان يتم تشكيله من النبلاء)

قبائل الجنوب و الوسط قدمت ارواحا كثيرة بسبب وضعهم بالصفوف الامامية للقتال و ضد قبائل الزولو للتحفيف من نسبة الوفيات في صفوف الجيش الانكليزي و في المصادر مثل مذكرات الحرب الانكليزية الزولية ذكر المصدر ان الجيش الانكليزي كان يربط الافارقة من قبائل الجنوب و الوسط من اقدامهم بسلاسل حديدية كي لا يتراجعوا او يتم اختراق الصف الاول من قبل هجوم قبائل الزولو ، فكان مصير الخائن هو الموت و الذل و ربطهم و وضعهم حائط صد كي يتنعم الجيش الانكليزي بالحياة في ارضيهم و ياخذ ثرواتهم..

 

ـ النهاية :

ـ بنهاية المقالة اخواني تم القضاء على نفوذ قبائل الزولو ونتيجة لهذه الحرب، انخفاض النسبة البشرية لقبائل الزولو بسبب الحرب من 130 الف نسمة الى 27 الف نسمة لك ان تتخيل عزيزي القارئ هذا الرقم المخيف بحرب لا تتجاوز 11 سنة من عام 1877 الى العام 1888 ، ولكن الجميل بقبائل الزولو انهم كانوا محبين لارضهم و دافعوا بشراسة و قاتلوا قتال الشرفاء، ولا تزال قبائل الزولو تنشط بالدول الافريقية و خاصة زامبيا و موزمبيق زيمبابوي.

ـ قبائل الوسط و الجنوب كانت المتضرر الاكبر بسبب الخيانة، حيث تم استعمالهم كحائط صد وطعم ايضا حيث استعملهم الاتسعمار الانكليزي لتنفيذ مشرعه بحجة ارجاع اراضيهم و نفوذها اليهم و بعد انتهاء الحرب و خسارة الكثير من الارواح البشرية بصفوف قبائل الوسط و الجنوب لم تعد هذه القبائل مهمة او لها تأثيرها الكلي او السيطرة ، و عليه رضخت القبائل الخائنة لقرارات الاستعمار حيث عملت في الحراثة والزرع واعمال التحطيب وتربية المواشي، و هذا جزاء الخائن ..

 

بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم