مقدمة :
اليوم اخواني ساحدثكم عن اهم معركة في
التاريخ الاسلامي و هي معركة اليمامة التي واجه المسلمين بقيادة القائد خالد بن
الوليد جيش مسيلمة الكذاب ، و تعتبر هذه المعركة مفصلية في حروب الردة لاهميتها في
انهاء ارتداد قوم بني حنيفة و قتل مسيلمة الحنفي الملقب بمسيلمة الكذاب و اعادة
توحيد القبائل و العشائر..
ما قبل المعركة :
وجه الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه
عكرمة بن ابي جهل للمعسكرة قرب جيش مسيلمة الكذاب و قومه و عند اكتشاف جيش مسيلمة
وجود جيش المسلمين بقيادة عكرمة امر مسيلمة بقتال جيش المسلمين كانت المفاجاة ان
جيش مسيلمة انتصر انتصار حاسم ضد المسلمين و كبد جيش المسلمين الكثير من الشهداء ،
عندما وصل خبر خسارة المسلمين للقائد شرحبيل بن حسنة انتظر مع جيشه كي يمده
الخليفة بمدد لتكوين جيش كبير من المسلمين لمواجهة مسيلمة و عليه ارسل الخليفة جيش
بقيادة خالد بن الوليد، و عندما علم مسيلمة ان الخليفة ارسل خالد بن الوليد على
رأس جيش كبير لمحاربته ، جمع كل القبائل و خير شباب بني حنيفة و اعد العدة لقتال
المسلمين و قال لهم انه رسول و ان النبي محمد عليه الصلاة و السلام قد اشركه في
الامر ، و كذب على قومه..
المعركة :
بعد هزيمة عكرمة و علم الخليفة ابو بكر رضي
الله عنه ، وصلت الانباء الى شرحبيل بن حسنة و من ثم تسارعت الاحداث ، فغضب الخليفة
و ارسل خالد بن الوليد بجيش قوامه 13 الف ، كلهم من الحفظة و الصحابة ، التقى جيش
شرحبيل بجيش القائد خالد بن الوليد رضي الله عنهما ، و من ثم تم اختيار منطقة في
اقليم اليمامة ارضا للمعركة ، و قبل المعركة بليلة تم تقسيم جيش المسلمين الى
كتائب و لكن كان التقسيم حسب حاجة الرجال و المقاتلين و تم كسر العادة التي يتم من
خلالها تقسيم الكتائب على حسب القبيلة و العشيرة ، فكان المسلمين يقاتلون كل قبيلة
او عشيرة لوحدها اي انه كل عشيرة او قبيلة تعتبرالكتبية و كان هذا تغير سيؤدي الى
خسارة جيش المسلمين ، فهيا بنا اخواني الى معركة لمعرفة ماذا حصل،،
ـ بدات المعركة ضد المرتدين على رأسهم مسيلمة
الكذاب و كان جيش المرتدين قوامه 40 الف رجل ، اي انه يفوق جيش المسلمين بثلاثة
اضعاف ، فبدأ القتال ، كان قتالا عنيفا ثبت فيه الطرفين و ابدى جيش مسيلمة شجاعة
كبيرة في القتال ، و بعد ساعات من القتال الدامي بدات طلائع جيش المسلمين من
الميمنة بالتراجع بسبب الخليط و الدمج الذي حصل فكان جند المسلمين لا يدافع عن عشيرته
او قبيلته فكان كل جندي منهم يدافع عن نفسه فقط ، فقدوا العزيمة في القتال ، فبدات
الميمنة بالتراجع اسرع القائد خالد لتدارك الموقف ولكن لم يستطع ، فبدات الميسرة
ايضا بالتراجع و في هذه الاثناء كان مسيلمة يامر جيشه يتكثيف الهجمات على الميمنة
ليتم حصار الجيش و الوصول الى القائد خالد ، و لكن سرعان ما تدارك القائد خالد
الموقف و امر بالتراجع لاعادة رص الصفوف من جديد كي لا يتم حصارهم ، و فعلا تم
التراجع لاعادة رص الصفوف و اعادة التشكيلات ، لاحظ القائد خالد انه يجب تشكيل
الكتائب و السرايا حسب العشيرة و القبيلة لرفع مستوى القتال لدى الجيش ، فامر بعدم
الدمج و تشكيل سرايا حسب القبيلة و العشيرة و من ثم خطب الحفظة و الصالحين بجيش
المسلمين و قالوا
" يا اصحاب سورة البقرة يا اهل القراَن
زينوا القراَن بالفعال"
و
قال سالم مولى بن حذيفة " بئس حامل القراَن انا اذا لم اثبت"
فبدات
صيحات و التكبيرات من جيش المسلمين تصدح و تملأ المكان و عند اصطفاف جيش المسلمين
من جديد بوجه جيش مسيلمة ، ابتكر القائد خالد بن الوليد فكرت المبارزة لقادة جيش
مسيلمة ، فعندها تقدم و طلب المبارزة فقال انا ابن الوليد هل من مبارز ، فتقدم
فارس من فرسان بني حنيفة ، و تبارز معه فقتله القائد خالد ، و من ثم ايضا قال انا
ابن الوليد هل من مبارز فتقدم فارس اخر و تبارز معه فتغلب خالد بن الوليد ، و من
ثم الثالث و الرابع و الخامس ، خمس مبارازات انتصر خلالها القائد خالد و بعد قتله
للخمسة ، طلب القائد خالد من مسيلمة ان يخرج له للتفاوض ، فخرج مسيلمة و معه حراسه
فما كانت الا خدعة من القائد خالد فعندما تقدم مسيلمة الى خالد اندفع خالد بن
الوليد بسيفه نحو مسيلمة و حراسه فهربوا ، فكان وقع هذا المشهد على جيش مسيلمة
كبير جدا فقال جيش مسيلمة كيف ان مسيلمة نبي و هرب من شجاعة خالد فبدا الشك ، و
قالوا اخرين من جيش مسيلمة كيف لمسيلمة ان يحمينا و هو لا يستطع حماية نفسه و في
هذه الاثناء امر خالد جيشه بكلمات كان لها وقع كبير في نفوس المسلمين ، فقال يا
اصحاب رسول الله يا اهل القراَن قاتلوا المرتدين فهجم جيش المسلمين ، و التحم
الجيشيان فبدات كفة المعركة تميل الى المسلمين و بدا القتال الشرس ، و بعد اقل من
ساعة بدا جيش مسيلمة بالانهيار ، و بدات الانسحابات الغير منظمة ، و فر جيش مسيلمة
الى حديقة الرحمن لكي يتحصنوا بها ، كانت حديقة كبيرة باسوار عالية جدا ، اختبؤوا
بداخلها ، و سرعان ما وصل جيش المسلمين الى اسوار الحديقة و تم محاصرتها ، الا ان
فارس من فرسان المسلمين يدعى البراء بن مالك قال احملوني على الاسوار كي افتح لكم
الابواب من الداخل ، فرفض الجميع طلب البراء ، لانه سيقتل اذا دخل الحديقة و لكنه
صمم على فعل ذلك حتى لو كلفه الامر الشهادة فعندما رأى خالد بن الوليد اصرار
البراء بن مالك ، قبل معه و تم رفع البراء بواسطة دروع موضوعة على رماح طويلة و
اوصلوه الى السور و من ثم نزل الى البوابة الرئيسية لفتحها ، و لكن كان على
البوابة ثلاثة حراس ، اشتبك معهم و استطاع بفضل الله التغلب عليهم و فتح الابواب
لجيش المسلمين و لكن بلحظة فتح البوابة الرئيسية تلقى جسد البراء خمسة سهام ، ولكن
لم يستشهد فدخل جيش المسلمين الى الحديقة و بدا القتال ، فكان بجيش المسلمين ثلاثة
مهمتهم قتل مسيلمة الكذاب و هم ابو دجانة بن خرشة و ام عمارة بنت كعب و وحشي بن
حرب كانت عيون الثلاثة لا تفارق مسيلمة ابدا يراقبونه بكل حركة و بكل خطوة و لكن
من كثرة الحراسة المشددة عليه لم يستطيعوا الوصول اليه و مع احتدام المعركة داخل
الحديقة ،رأت ام عمارة ان الفرصة قد حانت للهجوم و قتل مسيلمة فتقدمت ام عمارة و
اذ بحارس من حراس مسيلمة لاحظ تقدمها فسدد ضربة قوية من سيفة على ام عمارة قطعت
يديها ، و في نفس اللحظة تقدم وحشي بن حرب و ابو دجانة فسدد وحشي رمحه الذي اصاب
قلب مسيلمة و سدد ابو دجانة ضربة فقطع رأسه ، فصاح قتل مسيلمة قتل مسيلمة فبدات
معنويات المرتدين تنهار فمنهم من هرب و من استسلم و منهم من قاتل للموت ... و هنا
اخواني سطر المسلمين في هذه المعركة الحاسمة و الفاصلة بين الدين الحق و المرتدين
و بين الخير و الشر و بين الحق و الباطل و الايمان و الكفر ، سطر المسلمين انتصارا
كبيرا و قويا و كان مسيلمة عبرة لغيره من المرتدين كي يعودوا الى دين الاسلام...
هنا اخواني اكون قد شرحت لكم في شرح مبسط و
ليس مفصل وقائع معركة اليمامة...
بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق