حضارة المايا

ـ المقدمة :

اليوم اخواني ان شاء الله سنخوص سويا في مقالة جميلة جدا و رائعة جدا اتمنى منكم قرائتها والوقوف عند كل حدث فيها وعند اصغر واكبر تفصيل فيها، اليوم سنخوص سويا في حضارة المايا حضارة الالغاز والتاريخ والمعتقدات والطقوس والعلم والفلق والطب والكنوز والغموض والاثارة، فهيا بنا اخواني نتعرف سويا على شعوب المايا الذين بنوا حضارة تلفها الغموض والرعب والاثارة والعلم والخيانة والتطور..

ـ التعريف والنشأة :

عزيزي القارئ الكريم عندما تقرأ كل هذا الغموض والتناقض فلك ان تتأكد اننا نتكلم عن حضارة المايا المايا، حضارة الغموض و الاسرا، الحضارة التي حيرت علماء العصر القديم  والحديث..

ـ نشأت حضارة المايا جنوب وشرق المكسيك وامريكا الوسطى قبل الاف السنين، ولالاف السنين صنفت هذه الحضارة بحسب اجماع جميع علماء التاريخ والبحوث كواحدة من اهم واغلى المعالم الانسانية التي بنت وبدون اي معدات الية او عجلات مدنا مذهلة وابراج وتماثيل و نقش جدراني، وايضا اكتشفت اثار كتابات تصويرية وعلوم محيرة مما جعل العلماء في حالة شك رهيب كيف لهذه الكتابات ان تكون قبل الاف السنين،

كان لهم كتاباتهم التصويرية وعلومهم المحيرة الخاصة بهم، عرفوا التقويم والحساب والفلك والطب وجعلوا من حضارتهم حضارة متطورة جدا، وهذا السبب الرئيسي لجعل هذه الحضارة لغزا كبيرا، فكيف لكل هذا التطور في جميع المجالات ان يكون قبل ثلاثة الاف عام..

ـ فما هي قصه شعب المايا وما هو سر اهراماتهم المتناثرة بل ما هو لغز العالم السفلي في كتاباتهم واثارهم وكيف لهذه الالغاز القديمة والاسرار ان تفقد قيمتها بعد اكتشاف علماء الاثار قطع ذهبية منحوت عليها اشكال الطائرات الشراعية، وبين كل هذه الاسرار والالغاز يبقى السؤال الاكبر والاكثر تعقيدا كيف اختفى شعب المايا وهل صحيح انه احتفى..

تأسست وظهرت كحضارة قبل الفي عام من الميلاد وامتدت على مدار ثلاثة الاف و 500 عام، بلغت عصرها الذهبي عام 700م ووصلت الى اعلى مستوى لها من التطور بين عامي 250 و 900 من الميلاد، ينقسم تاريخ حضارة المايا القديمة الى ثلاث فترات رئيسية وهي :

ـ ما قبل الكلاسيكية

ـ الكلاسيكية

ـ ما بعد الكلاسيكية

قد سبقت تلك الفترات الثلاث بما يسمى بالعصر القديم الذي شهد اول المستوطنات والتطور المبكر في مجال الزراعة،

ـ الفترة ما قبل الكلاسيكية :

بدأت فترة ما قبل الكلاسيكية عندما انشأ الماياويون اولى مستوطناتهم عام 1800 قبل الميلاد في منطقه سوكونوسكو عند ساحل المحيط الهادئ حيث ظهرت المجتمعات المتحضرة وتطورت اللغة لديهم، واكتسب الشعب الماياوي الخبرة في مجالات واسعة فبداوا بصناعة الفخار والتماثيل الصغيرة المصنوعة من الطين المحروق، وقد عرفت هذه الفترة بالفترة ما قبل الكلاسيكية التي طور بها شعب المايا مهارات مختلفة من الصناعة والبناء والعلوم..

ـ الفترة الكلاسيكية :

ـ بدأت شعوب المايا بالازدياد، وبدأت ببناء المدن، واستطاعت ان تشيد معابدا كبيرة فقد كانت مدينة، نبكي الوا قعة في منطقة بايتن بجواتيمالا اول مدينة موثقة في اراضي المايا الواسعة المنخفضة، امتلكت الصروح المعمارية والاثار والممرات المنحوتة التي اتسمت بها كل المدن في الاراضي وامتدت بشكل واسع الى الاراضي الواقعه في شمال جزيرة يوغوتان، ومن اهم ما تمتعت به المرحلة الكلاسيكيه هو السلطة السياسية والكهنوتية والحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية معا، فقد كان للكهنة اهمية كبيرة في حكومات وولايات شعب المايا، الا ان السلطة كانت بيد المحاربين وهي الفئة النبيلة في المجتمع، انتشرت مساحة حضارة المايا وتوسعت اراضيها في المرحله الكلاسيكية الى ما يعادل مساحه المانيا اليوم، ولكنها لم تكن موحدة فقد وصل عددها الى نحو 50 مملكة مقسمة متحاربة فيما بينها..

ـ المعالم الاثرية :

كانت مدينة تيكال الواقعة في شمال مدينة غواتيمالا واحدة من اهم معالم واثار شعوب المايا التي اخفت وراءها لغزا هندسيا فريدا من نوعة ضم المعابد والمذابح والاهرام في موقع واحد يعرف باسم العالم الضائع، ان هذا الهرم الذي يقابله ثلاثة معابد تشرق الشمس خلفها كان يعتقد انه مرصد فلكي، الى ان قاموا علماء الاثار بدراسة هذا الامر لاكثر من 30 عاما وتوصلوا بابحاثهم الى نتيجة رائعة، فقد قاموا ببناء ابحاثهم على مقارنه مجمع معابد تيكال بالمجمع الاثري في مدينة وشاكتور الواقعة على بعد 12كلم من تيكال، حيث اكتشف العلماء بعد وقوفهم على سطح المعبد الرئيسي في وشاكتور ان المعابد الثلاثة مصفوفة بشكل مثالي مع شروق الشمس في كل موسم، ففي فصل الصيف عندما يكون النهار هو الاطول تشرق الشمس في زاوية المعبد الشمالي، وبحلول الانقلاب الشتوي اي عندما يكون النهار هو الاقصر تشرق الشمس في زاوية المعبد الجنوبي، وعندما يتساوى الليل مع النهار في الاعتدال الموسمي للشمس خلف المعبد المركزي مما اكد لعلماء الاثار ان هرم وشاكتون هو عبارة عن مرصد فلكي..

ـ المخطوطات والنقوش :

 المخطوطات الاثرية التي اخذها الغزاة الاسبان والتي تظهر نقوشا وكتابات تؤكد ان شعب المايا كانوا علماء فلك لامعين، حيث دونوا توقيت كسوف الشمس وفق الرزنامة القمرية كما اكتشف منزلا اثريا نقش على جدرانه حسابات فلكية معقدة جدا استخدمت فيها حسابات رياضية متطورة، فمن خلال فهمهم لعلم الرياضيات وحركه النجوم اصبحوا علماء فلك لامعين الا ان معبد الاعتدال في سيكال وجد انه منحرف بزاوية ست درجات عن مسار شروق الشمس خلال الانقلابات المدارية فهل كان ذلك خطا وقع فيه شعب المايا ام انه لم يكن مرصدا فلكيا مثل مجمعات وشاكتور للقيام باعمال التنقيب، اكتشف علماء الاثار فتحه ارضية امام المعبد مباشرة تحتوي على عظام بشرية ل 17 شخصا من رجال ونساء وحتى اطفال تبين انه تم التضحية بهم جميعا وفقا لطقوس شعب المايا القديمة، كان يضحى بالبشر للتقرب من الالهة ومن روح الاجداد التي كانوا يعبدونها فقد كان معبد الاعتدال موقعا هرميا للقرابين..

ـ الطب والجراحة :

لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان علماء الاثار بعد ايجاد احد القبور ووجدوا رفاة تابعة لاحدا من شعب المايا، وجدوا في فقرات الظهر قطع معدنية لتثبت الفقرات ببعضها البعض، مما يؤكد لنا ان صاحب هذه الجثة اجرى عملية في عموده الفقري، مما جعل الطب في حيرة تامة كيف لمثل هذه العملية الصعبة جدا حتى في يومنا هذا تعد مثل هذه العلميات من اخطر العمليات الجراحية ، لك ان تتخيل عزيزي القاري ان هذه العملية اجريت في عهد شعب المايا..

ـ الاهرامات :

يعتبر هرم المعبد المعروف باسم كوكول كان من اشهر الاثار التي خلفها شعب المايا يوجد على كل جانب من جوانب الهرم 91 درجة، تقود الزائر الى اعلى قمة الهرم، ومن الالغاز العجيبة في هرم كوكل كان ان مجموع عدد الدرجات على جوانبه الاربعة بالاضافة الى قاعدة الهرم يبلغ 365 درجة، وهو عدد يتطابق مع عدد ايام السنة وعند تساوي الليل بالنهار او ما يعرف بالاعتدال الربيعي تحدث بعض الظواهر الخاصة، عند غروب الشمس يتحرك ظل منصات الهرم مثل الثعبان اسفل الدرجات ويلتقي مع رؤوس الثعابين الحجرية عند قاعدة الهرم بطريقة تمثل الاعجاز المعماري وروعة الابداع الرياضي التي وصل اليها شعب المايا في العصر الكلاسيكية، فهذه الاهرامات لم تبنى كمدافن ملكية فقط بل ايضا كمعابد دينية ومسارح للاضاحي ومراصد للفلك وعلم الكون، فقد كانت السنة الميلاوية مكونة من 18 شهرا وكل شهر 20 يوما يضاف اليها خمسة ايام للطقوس الدينية، بعد ان عرفنا الحقائق الايجابية عن شعب المايا وسر الاهرامات المتناثرة يجب ان ندرس جانبا مظلما فيها الا وهو القرابين البشرية وعلاقتها بعالم المايا السفلي..

ـ العالم السفلي :

 كان الماياويون يعتقدون ان الفجوات الموجودة في صخور الغابات تحتوي على مياه شديدة النقاء ما هي الا بوابات للعالم السفلي وعروش للاسطورة المعروفه لديهم باله المطر، الذي كان يهدد الكون وفقا لمعتقداتهم وكان يتعين عليهم تهدئته بقرابين بشرية يتم التضحية بها في اعلى قمم الهرم، اعلن باحثون اركيولوجيون عن اكتشاف متاهة مكونة من 14 كهفا بعضها تحت الماء تعود لحضارة شعب المايا كانت مليئة بمعابد صخرية واهرامات وتمثيل كهنة وبقايا بشرية، وذلك في شبه جزيره يوغوتان وفقا لمعتقدات المايا..

ـ القطع الذهبية الاثرية :

كان شعب المايا شعبا يحب العمل والعلم والتطور، فكان بعض الكهنة مهتمين في الحفر بحثا عن الكنوز، فعملوا بالحفر عقود طويلة مما ساعدهم على ايجاد الكثير من القطع الاثرية والاحجار النادرة، فكان شعب المايا فوق هذه الابحاث كان قد بدأ في النحت والحفر على المعادن والاحجار والقطع الاثرية، وقد تم اكتشاف بعض القطع الذهبية تحمل نقوش رسم لطائرة شراعية، مما اذهل البعثة المستكشفة والعلماء جميعا كيف لشعب المايا بمعرفة شكل الطائرة التي هي في يومنا هذا قبل الاف السنوات، وكيف تم النقش والنحت على القطع المعدنية والاحجار ما هي الادوات المستعملة للنحت..

ـ اختفاء شعب المايا ام ماذا :

بعد ان بحثت بالكثير من المراجع اعزائي الكرام اتضح لي بان شعب المايا لم يختفي ابدا، لكن السؤال اين هم وكيف انهارات حضارتهم،

  ادىت الاطماع لسقوط حضارة المايا هو الاطماع التي كانت حول حضارتهم من قبل الامبراطورية الاسبانية، مما جعل الاسبان بالقيام بحملات عسكرية كبيرة لسرقة ونهب اسرار وذهب واراضي وخيرات شعب المايا، و بعد الكثير من الحملات العسكرية الاسبانية على حضارة المايا بدأت الحضارة تسقط ممكلة مملكة ، مما تسبب بفوضى كبيرة بين كبار قادة الشعب الماياوي بين مؤيد للحرب وبين مؤيد للاستسلام محافظا على ما تبقى من الارض والشعب، وبعد استسلام كل حضارة المايا، تم اسر العلماء والمفكرين، وقتل كل الرجال المقاتلين وتصفية كل قبيلة ممكن ان تشكل خطرا على المستعمر الاسباني ، وتم بيع النساء والاطفال، و هنا عزيزي القارئ شعب المايا لم يختفي بل انخرض بالمجتمع الجديد ، وكان دوره في هذا المجتمع الجديد اما عبدا او راعي غنم او اسير، و انا متاكد ان شعب المايا بيننا وفي كل بقع الارض، لكن شعب المايا من سقوط حضارتهم وهم تعاسة ابدية...

و هنا اكون قد انتهيت من مقالة اليوم ، في انتظار تعليقاتكم...

بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم