مقدمة :
اليوم اخواني سنخوص سويا في التاريخ الاسلامي
و ساحدثكم عن اكثر الشخصيات العسكرية شهرة و اشجع الفرسان في التاريخ الاسلامي و
هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي ، قيل عن القعقاع جيش برجل و قال عنه الخليفة
ابو بكر الصديق رضي الله عنه ( لن يهزم جيش فيه القعقاع )، و قال ايضا، ( صوت
القعقاع في الجيش خير من الف رجل ) خاض الكثير من المعارك و الفتوحات ، و كان بمنصب
قائد عسكري في جيش المسلمين ، كان يتمتع بحنكة عسكرية كبيرة جدا ، ذو شخصية فذة في
الميدان و يتمتع بشجاعة كبيرة حيث كان يحسد جيش المسلمين من قبل الاعداء بسبب وجود
قائد مثل القعقاع ، كان ايضا شاعرا كبيرا في عصره..
حياته العسكرية:
ليس هناك اي مرجع يعطي تاريخ الميلاد و لكن
تتفق كل السير و كل المراجع للعصر الاسلامي انه ولد في الجزيرة العربية ، في عصر
الخلافة الراشدة و خدم في اعظم و اجمل و اصعب حقبات التاريخ الاسلامي..
وصل نبأ للخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه
ان علقمة بن علاثة العامري يخيم في بني كعب و يريد غزو المدينة ، و علقمة بن علاثة
كان قد اسلم في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ثم ارتد عن الاسلام و بعد وفاة النبي
صلى عليه و سلم اراد غزو المدينة فما كان من الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه
الا ان ارسل سرية بقيادة القعقاع ، و ارسل بطلب القعقاع بن عمرو التميمي كي يقتله
او ياسره او يصنع ما يشاء ، فهاجم القعقاع مكان المخيم فهرب علقمة ، فذهب القعقاع وراءه
فعاد باهل علقمة الى الخليفة ، فقالوا لا ذنب لنا بما فعل علقمة و نحن لسنا بحالة
ردة عن الاسلام ، فقبل منهم الخليفة ابو بكر رضي الله عنه ، و بعد هذه الحادثة
بوقت قصير اسلم علقمة و قبل منه الخليفة ...
الحروب و المعارك :
ـ معركة ذات السلاسل : معركة حصلت في ارض العراق بين المسلمين و
الفرس بهدف فتح العراق ، و قبل بداية المعركة كان هنا مبارزة بين قائد جيش
المسلمين خالد بن الوليد و قائد جيش الفرس هرمز ، لكن هرمز دبر مكيدة لخالد بن
الوليد حيث امر حراسه عند المبارزة ياتي احد الحراس لقتل خالد بن الوليد لكسر
ارادة القتال عند المسلمين ، و عندما بدات المبارزة بين خالد بن الوليد و هرمز ،
هاجم خالد بن الوليد عشرة جنود من حراس هرمز فانطلق القعقاع مسرعا بجواده و حمى
خالد بن الوليد و قتل الحراس ، و ما كان من خالد بن الوليد الا ان قطع رأس هرمز ،
بدات معنويات جيش الفرس تتراجع و من ثم سجل المسلمين انتصارا كبيرا في هذه
المعركة..
ـ معركة الحيرة : كان القعقاع قائدا عسكريا بجيش المسلمين في
جميع الفتوحات و المعارك و شهد معركة الحيرة و فتحها و لعب دروا كبيرا في الميدان
و بعد فتحها عين خالد بن الوليد القعقاع خليفة عليها و اكمل خالد بن الوليد فتح
العراق و لكن ترك القعقاع في الحيرة لتامين خلفية الجيش بوجود القعقاع بالحيرة
تحسبا من محاولة التفاف او محاصرة جيش المسلمين.
ـ معركة الحصيد : تعتبر هذه المعركة من اكبر المعارك من حيث
الخسارة البشرية و المعنوية لجيش الفرس حيث ان اثنين من القادة الفارسيون قتلوا في
هذه المعركة على يد القعقاع ..
معركة المصيغ : كانت معركة المصيغ كبيرة جدا بين المسلمين و
نصارى العرب حيث ان نصارى العرب بعد ان تكبدوا خسائر كبيرة تراجعوا فهرب الكثير
منهم ، و لهذه المعركة ايضا رمزية كبيرة جدا حيث ان القعقاع قاد المعركة و كان هو
قائد الجيش بسبب ذهاب خالد بن الوليد لفتح مناطق اخرى و بعد هذا الانتصار وصلت
اخبار الانتصار الى خالد بن الوليد فامر اربعة من قادة سرايا الجيش بقتل الفارين..
ـ معركة الفراض : بعد هزيمة الحصيد ، اجتمع الفرس و الروم ضد
المسلمين ، فعلم كشافة المسلمين ان معسكر كبير للفرس و الروم في منطقة الفراض ،
فقرر خالد بن الوليد مهاجمة المعسكري كي لا يتم تدريب و تجنيد الكثير من الجند كي
لا يصبح جيش كبير ضد المسلمين ، فيجب ضرب الشجرة من الجذع، فذهب خالد بن الوليد و
معه القعقاع و جيش المسلمين ، و اشتبكوا بجيشي الروم و الفرس و قتلوا منهم الكثير
، و هرب من تبقى و سجل المسلمين انتصارا كبيرا ضد الروم و الفرس..
معركة القادسية :
كان للقعقاع دورا كبيرا و مهما جدا في معركة
القادسية من حيث رفع المعنويات و وضع الخطط و تنفيذها ، و الهجوم و الهجوم المضاد
، متابعة الميدان طلب الدعم ، ابتكار تكتيك سريع ، تقسيم السرايا ، مبارزة قادة
الفرس و يقال ان القعقاع فاز في ثلاثين نزالا قبل المعركة فكل من ينازله فهو حتما
مقطوع الرأس ، و قبل بدا المعركة خطب بجيش المسلمين كي يرفع معنوياتهم ، فقال لهم
" يا ايها الناس اني قد جئتكم في قوم والله
لو كانوا مكانكم ثم احسوكم حسدوكم حظوتها و حاولوا ان يطيروا بها فاصنعوا كما اصنع
"
كان يوما متعبا جدا على المسلمين لمحاربتهم
اربعة اضعاف عددهم من جيش الفرس ، و تكبد جيش المسلمين الكثير من الشهداء فما كان
من خالد بن الوليد و القعقاع الا ان يجهزوا لليوم الثاني من المعركة فابتكر
القعقاع تقسيم الجيش و السرايا الى مجموعات صغيرة لايهام العدو بان العدد تضاعف
جراء وصول دعم ، فقبل خالد بن الوليد و اليوم الثاني الشهير بيوم اغواث ،
يوم اغواث :
اليوم الثاني للمعركة و قبل بدا القتال خطب القعقاع
بالجيش و قال لهم
" يا معشر المسلمين باشروهم بالسيوف
فانما يحصد الناس بها "
كانت لهذه العبارات وقعها الخاص على
المقاتلين و جيش المسلمين ، حيث في يوم اغواث قتل القعقاع احد كبار جيش الفرس و هو
يزرجمهر و لم يتوقف القتال الا عند منتصف الليل و كان الجيشيان قد انهكهما التعب ،
غير ان جيش المسلمين كان بمعتويات مرتفعة ،
يوم عماس :
اليوم الثالث للمعركة اشرقت شمس اليوم الثالث من
المعركة و جيش المسلمين و الفرس في مواقعهم على استعداد ، و بدا القتال مع بداية
النهار كان قتالا شرسا قويا تكبد فيه الطرفين خسائرا كبيرة ، تواصل القتال الى
منتصف الليل و قد سميت هذه اليلة بليلة الهرير ، استمر حتى في عتمة الليل ، و ظل حتى
اليوم الرابع لم ينم اي من الجيشين حينها
، و قد اشرقت عليهما شمس يوم القادسية ، و اطلق على اليوم الرابع بيوم القادسية ،و
قد كان القعقاع اسد الاسلام الذي لم ينم يدوره، محافظا على نشاطه و عزيمته و شدة
بأسه ، فخطب بالجيش و قال لهم
" ان الدبرة بعد ساعة لمن بدا القوم بتخاذل فاصبروا ساعة و احملوا فان النصر مع الصبر فاَثروا الصبر على الجزع "
عند منتصف هذا اليوم تراجعت جهة الهرمزان ،
و في نفس الوقت هبت رياح كبيرة ، فرأى القعقاع خيمة رستم القائد الفارسي ، حيث ذهب
لقتله و معه هلال بن علقمة و عند ملاحقة رستم تم قتله على يد هلال بن علقمة و نادى
بالجيش "قتلت رستم و رب الكعبة" و عند انتشار هذا الخبر بين الجيشين
تراجعت معنويات جيش الفرس حيث انهم بداوا بالتراجع و الانسحاب و عند انسحابهم سطر
المسلمين بقيادة خالد بن الوليد و القعقاع بن عمرو التميمي اجمل و اقوى الانتصارات
في العصر الاسلامي ، حيث ان الكثير من قيادات المسلمين اشادوا بدور القعقاع في
المعركة و قالوا عنه القاب كثيرة مثل اسد الاسلام ، اشجع فرسان المسلمين و الكثير
من الالقاب الاخرى..
و من ثم كانت للمسلمين و للقعقاع الكثير من
المعارك و الفتوحات مثل بهرسير ، و المدائن ، و جلولاء ، و حلوان ، و نهاوند ، و
الفتوحات في الشام، اليرموك ، و معركة دمشق ، و فحل ، و الكثير و الكثير من السجل
العسكري الحافل ، و هنا اخواني اختم لكم هذه المقالة في شرحها المبسط و ليس المفصل
، اتمنى لمحبي هذا النوع من المحتوى ان تستمتعوا بهذه المقالة..
بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق