مقدمة:
اليوم اخواني سنحوص سويا في حقبة الدم وهي
الحقبة ما بين 1250 الى العام 1500 واليوم ساحدثكم عن معركو غيرت وجه التاريخ و
انهت حضارة المماليك وهي معركة مرج دابق، التي وقعت بين المماليك و العثمانيين
والتي كانت بداية الهيمنة العثمانية على المنطقة العربية،
والتي استمرت نحو اربعة قرون، ومنذ خمسة قرون تشكلت ملامح الشرق الاوسط الحديث من
خلال سلسلة من المعارك العثمانية كانت نتائج هذه المعارك التي شكلت السياسة
والديموغرافيا والحركات الدينية في المنطقة اكثر اهمية على المدى الطويل من
الظواهر الحديثة مثل اتفاقية سايكس بيكو، ومن تلك المعركة بسطت الدولة العثمانية
سيطرتها على الحجاز والبلاد العربية، فهيا بنا اخواني لنقراء سويا تفاصيل
المعركة...
خلفية تاريخية عن النفوذ الجغرافي :
بدا اهتمام العثمانيين في الشرق الاوسط في اوائل
القرن السادس عشر وبعد ان غزت بالفعل معظم مناطق البلقان حولت الامبراطورية
العثمانية اهتمامها الى الشرق الاوسط، كان الدافع الاول لهذا التاثير هو توسع
الامبراطورية الصفويه التي كانت تتوسع بسرعه، نشات الامبراطوريه الصفويه في عام
1501 فيما يعرف اليوم باقليم اذربيجان الشرقية في شمال ايران وسرعان ما توسعت
لتشمل الكثير من بلاد فارس وافغانستان والعراق وكان لها نفوذ هائل على العديد من
القبائل التركية والكردية في شرق تركيا والتي تاثر الكثير منها وبها بالدعاية
الشيعية للصفويين ومن اجل مواجهة هذا التاثير الهائل المزعزع للاستقرار على الجانب
الشرقي لهم تحرك العثمانيون لمواجهة الصفويين مباشرة ، ادى ذلك الى معركة جالديران
وادت تلك المعركة الى انتصار عثماني ساحق بفضل
مدفعيتها المتفوقة، رسخت معرك جالديران الحكم العثماني على شرق تركيا وبلاد ما بين
النهرين وقصرت التوسع الصفوي في معظم بلاد فارس لقد حد هذا في النهاية من توسع
الاسلام الشيعي وعزز العلاقه بين الهوية الوطنيه الايرانيه والاسلام الشيعي اصبح
الاسلام السني الذي تبناه العثمانيون مهيمنا بشكل دائم في معظم انحاء المنطقة.
ما قبل معركة مرج دابق:
كان جزء كبير
من بقية العالم الاسلامي مفتتا في حالة فوضوية من الحرب بعد الغزو المغولي، دولة المماليك
تاسست في مصر في عام 1150 على يد طائفة من حكام الاقلية من الجنود العبيد الاتراك
والشركس الذين كانوا يعرفون باسم المماليك والذين استولوا على السلطة من العائلة
الايوبية التي ينسب اليها صلاح الدين الايوبي وبزغ نجم المماليك بعد نجاحهم في وقف
تقدم المغول في عين جالوت..
معركة مرج دابق:
توسع العثمانيون
في بلاد فارس مرة اخرى، مما اجبر المماليك للتنقل شمالا الى تركيا من سوريا وادى
ذلك الى فيما بعد للغزو العثماني للمماليك في عام 1516
بدا الضعف يدب
في دولة المماليك مع بدء الغزو العثماني لسوريا في عهد سليم الاول وجدت دولة
المماليك نفسها غير مستعدة للحرب كان السلطان المملوكي قنصوه والغوري قد انخرط
سابقا في دبلوماسية غير كفوءة ومربكة حيث حاول الدعم كل من العثمانيين والصفويين
والجيش الذي ارسله شمالا الى سوريا خرب مدينه حلب بدلا عن حمايتها ليخسر دعم سكان
المحليين على الرغم من ان هذا قد حدث قبل وصول السلطان نفسه..
العامل الرئيس
في الانتصار العثماني كان هو التمكن من استخدام التكنولوجيا والتيكتيكات العسكرية
الجديدة، وكانت على الشكل التالي:
اصطف الجيشين ونشر
كل من المماليك والعثمانيين حوالي 65,000 جندي لكن قوات المماليك كانت تعتمد بشكل
مفرطا على سلاح الفرسان وحاولت الفوز في المعركة بالاستعانة بهجمات سلاح الفرسان والمناورة
الخفيفية والسريعة التي يتمتع بها سلاج الفرسان، من ناحية اخرى نشرت القوات
العثمانيه المدفعية الثقيلة بمهارة على الاجنحة وحملت البنادق في الوسط الى ان
بدات المعركة وكانت ضجيج المدفعية كفيل بزعزعة اصطفاف الفرسان وخوف الخيول ، وايضا
سحقت قوة النيران المتفوقة بصورة كاسحة المماليك الذين فروا بعد مقتل 7000 شخص بمن
فيهم السلطان الغوري ، للتنتهي المعركة بانتصار عثماني ساحق..
ما بعد المعركة:
انهارت السلطنة
المملوكية بعد فترة وجيزة بعد ذلك الانتصار العثماني بالقرب من القاهرة في 22 من
يناير كانون الثاني 1517 اصبحت مصر اقليما عثمانيا بالاضافة الى ذلك انتقلت السيطرة
على الحجاز الى العثمانيين حيث نقل شريف مكة ولائه من المماليك الى السلاطين
العثمانيين والاهم من ذلك ان العثمانيين سيطروا على الخليفة السورية التي تم نقله
الى اسطنبول ونقل الخلافة الى السلطان العثماني وهكذا كانت معركة مرج دابق بداية اربعة
قرون من الهيمنة الدينية العثمانية على العالم الاسلامي والهيمنة السياسية على جزء
كبير من العالم العربي..
اتمنى لكم
اخواني قراءة ممتعة..
بقلم المدرب
الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق