مقدمة:
اليوم اخواني الاعزاء سنخوص في حقبة القرن
السادس عشر و تحديدا سنة1588 و هي السنة
التي تكبدت فيها إسبانيا اكبر هزيمة بحرية لأسطولها البحري الذي لا يقهر و المعروف
باسم الارمادا و كانت بالاسبانية ( أرمادا إنفينسيبلي )
تاريخ ألارمادا :
تأسست أرمادا إنفينسيبلي و هي ألأسطول البحري
ألإسباني الذي لا يقهر و معنى الاسم
أرمادا : اشارة لاسطول
إنفينسيبلي : لا يقهر
و تم تأسسيه بعهد ملك اسبانيا الملك فيليب
الثاني عام 1585، الذي امر ببناء اسطول بحري كبير لمحاربة القراصنة ألإنجليز و
الهولنديين الذين كانو دائما ما يقومون بعمليات قرصنة و نهب للسفن الاسبانية و
البرتغالية التجارية و يقومون بمضايقة ألإسبان و البرتغاليين الذين كانوا بحلف
تجاري و عسكري سويا..
ألإعداد و ألتصنيع:
تم ألإعداد و تصنيع السفن الحربية لجمع أسطول
كبير لا يقهر كما امر الملك، و تم صناعة 120 سفينة حربية ثقيلة و بالعلم العسكري
تسمى ( سفينة رئيسية )
SHIP OF THE LINE
و مما زاد من قوة الاسطول البحري الاسباني و
هذه السفينة الرئيسية مزودة بمقدمة حديدة للأطاحة بالسفن بهجوم مباشر و مزودة بـ 62 مدفع
ارتفاعها يبلغ 15 مترا
و طولها 50 مترا
و عرضها 14 مترا
و حمولتها 2.8 طن اي الفين و ثمانمئة كيلو
غرام و تحتوي على ثلاثة مستودعات
و طاقم السفينة 700 بحار
كانت هذه السفينة رائدة عصرها من حيث القوة و
الحجم و القدرة القتالية، لك ان تتخيل عزيزي القارئ انه تم صناعة 120 سفينة من هذا
الطراز..
و لكن كان هناك عيوب لم تتخذها القيادة
البحرية الاسبانية بعين الاعتبار قيل دخول هذة السفينة الخدمة، و لم تطرح هذة
العيوب على الملك، و العيوب هي:
عدد طاقمها كبير جدا يصل 700 بحار اي انه لتحريك
الاسطول البحري المولف من 120 سفينة رئيسية تحتاج الى84 الف بحار، و هذا كله لم نحريك
السفن الصغيرة الدفاغية و سفن الموئن، اي انه فقط لتغطية تحريك السفينة الرئيسية
نحتاج 84 الف بحار..
و العيب الثاني : كانت ثقيلة و بمواصفات
كبيرة و ضخمة حيث انها لا تستطيع المناورة لسبب حجمها الثقيل و عند مواجهة السفن
الانجليزية و الهولندية ستكون صيد سهل بسبب ان للسفن المعادية الانجليزية و
الهولندية ميزة المرونة الحركية و سرعة المناورة
العالية جدا..
العيب الثالث: ان تسليحها بـ 62 مدفع شي كبير،
و يشكل دعم ناري كبير و تغطية نارية شرسة و لكن اداء المدافع بالمساقات القصيرة و
التحام السفن ببعضها البعض يشكل صعوبة و يكون اداء المدافع ضئيل جدا و تتجنب السفن
استعمال المدافع في الالتحام المباشر حيث يتم الاستعانة بسفن حربية اصغر و
المعروفة بالمجال الحربي البحري باسم فرقاطة، و من ثم الالتحام لمشاة البحرية
لنزول و الاستيلاء على السفينة المعادية.
و هذا صعب الامر يصعب تنفيذه في سفينة
الرئيسية او سفن الارمادا..
تداعيات الحرب ألإسبانية الانجليزية:
مع الاستفزازات المتكررة للتجارة الاسبانية و
البرتغالية على طول المحيط الاطلسي و المحيط الهندي من قبل القراصنة الانجليزية مدعومة
من ميليشيا هولندية و بامر من الديوان الملكي البريطاني من قبل الملكة اليزابيث
التي باركت هذه المهام للمضايقة التجارية للاسبان و البرتغاليين، و هنا عزيزي
القارئ هذه المضايقات و الاستفزازات ليس هدفها التاثير التجاري و لكن كانت اصل هذه
الاستفزازات هي لنشوب حدة مذهبية بين الروم الكاثوليك و المسيحيين البروتستانت،
حيث كانت اسبانيا و البرتغال تتبع مذهب الروم الكاثوليك ام بريطانيا و كل دول
الحليفة لها تتبع المذهب البروتستانتي.
و هنا و بعد انتهاء تصنيع الاسطول الاسباني
ارمادا اصبحت اسبانيا القوة البحرية التي لا تقهر و اصبحت اقوى من قبل في كامل بقع
الارض..
و بعد كثرة الهجوم على السفن التجارية الاسبانية
و البرتغالية و مضايفة الكاثوليك من قبل البروتستانت المقيمين في بريطانيا من قبل
فرسان الملكة و من قبل الجيش الملكي البريطاني ككل، جمع الملك فيليب ملك اسبانيا
جنرالاته و اعطى اوامره لايقاف هذه التعديات و هذه الاستفزازات بمعركة بحرية كبرى
يتم القضاء على الاسطول البحري الملكي البريطاني و الهولندي معا.
بداية الحرب:
تم تعين الجنرال دوق مدينا سيدونيا اميرال
الارمادا، اي انه قائد اقوى اسطول بحري بالعالم وقتها، و عندما وضع الخطة الهجومية
للاشتباك مع الاسطول البحري الانجليزي و الهولندي، واجه الاميرال دوق مدينا
سيدونيا قلة في عديد البحرية الذي لم يستطيع تامين العدد الكافي لتغطية العمل
بالاسطول اي انه كان بحاجة الى 100 الف بحار لتحريك الاسطول من سفن الارمادا
الثقيلة الفرقاطات و سفن التموين، الى انه اصدر اوامره بدون الرجوع الى الملك بجعل
السفن تعمل بنصف طاقمها، و هذا اغرب امر عسكري ممكن ان يمر معنا بالمذكرات و السير
العسكرية، و لهذا الامر تكلفة عالية جدا، هيا بنا نعرف ماذا حدث..
و
ابحرت الارمادا من لشبونة الاسبانية متجهة الى بحر المانش، بدون اعلان الحرب على
الانجليز، و كان للانجليز و الهولنديين كشافة بحرية من الصيادين، و سرعان ما تم
ارسال برقية الى البحرية الانجليزية لتخبرهم ان اسطول ضخم يتجه نحو بحر المانش، و
اتخذت البحرية المشتركة الانجليزية و الهولندية استنفار بحري واسع و انتشار لاسطول
بحري مشترك بينهم في بحر المانش، تم تعين اللورد إفنجهام اميرال على الاسطول
البحري المشترك من قبل الملكة اليزابيث، و كان الاسطول البحري مولف من 80 سفينة
حربية
5 سفن رئيسية
55 فرقاطة
20 زورق للموئن
و كان تحت امرة الاميرال إفتجهام جنرال بحري
مميز و ذو شخصية فذة يدعى دريك..
و
بعد وصول الارمادا قاطعة مسافة طويلة من
الابحار من لشبونة الى بحر المانش ارتاحت يومي السادس و السابع من شهر اب عام 1588
الى انه يوم الثامن من اب 1588 كانت المعركة البحرية الكبرى..
عندما رات البحرية الانجليزية الارمادا اي
الاسطول و قوامه 120 سفينة من طراز السفينة الرئيسية، قرر الاميرال إفنجهام جمع
قواته و الاستعداد للمواجهة، الى ان قدم الجنرال دريك خطة خداعية اعجب بها
الاميرال و هي تلغيم 10 من زوارق الموئن و ارسالها بعملية انتحارية ضد الارمادا،
اعجب الاميرال افنجهام و قرر اعتماد فكرة الجنرال دريك..
الالتحام الكبير:
و تم تلغيم 10 زوارق بعد تفريغهم من الموئن و
ارسالهم لتفجيرهم بسفن الارمادا..
و
بدا الالتحام و القصف و رائحة البارود و النار غطت بحر المانش الى ان خطة الجنرال
دريك نجحت خطته نجاحا كبيرا، و بعد هذا النجاح قرر الاميرال تلغيم 5 زوارق اخري
لارسالها و الاصطدام بسفن الارمادا، و لحسن حظ الانجليز و الهولنديين كانت سفنهم
اخف وزنا و اكثر مرونة مما دعاها للمناورة اكثر و عند الالتحام و الاشتباك من
مسافات قصيرة لم تقدم سفن الارمادا و مدفعيتها اي فارق و اي نجاح يذكر في المعركة
و كما ذكرت لكم ان من القرارات المجنونة للاميرال دوق مدينا سيدونيا انه ابحر بنصف
عدد ربان البحرية المطلوبين و هذا سبب ارهاق كبير للبحرية الارمادا و جعلها متعبة
و منهكة بوقت قصير، اي ان بعض سفن من الارمادا تم اصابة كل المذخرين اي ان السفينة
لم تعد تعمل باي شكل حربي لان طاقم التذخير قد قتل.
و هنا و مع حلول مساء اليوم الثامن من اب سنة
1588 خسرت الارمادا 67 سفينة من اصل 120، و بافي سفن الارمادا تم مهاجمتها من قبل
مشاة بحرية الاسطول المشترك و نهب و سرقة كل محتوايتها و قتل اغلب طاقمها و حرق
السفن لاخراجها عن الخدمة..
ام خسارة الاسطول البحري المتشرك كانت
2
سفينة رئيسية
28 فرقاطة
15 زروق تامين تم تلغيمهم
و
هنا اخواني عندما وصل الى الملك فيليب ملك اسبانيا خبر خسارة الارمادا اكثر من نصف عددها و قتل اغلب طاقمها غضب
غضب شديد و امر الملك بمحاكمة الاميرال دوق مدينا سيدونيا و من بعدها اخواني الكرام سقطت
هيبة اسبانيا البحرية و لم تعد تهيمن على التجارة مما كان للبحرية الانجليزية و
التجارية الانجليزية و الهولندية ان توسع نطاق علمها و بدات الهيمنة التجارية تكون
بكف الملكية البريطانية.. اتمنى ان اكون اوصلت لكم معلومات عن الارمادا و كيف كان
نهايتها، و هذا الشرح بشكل مبسط و ليس مفصل..
بقلم المدرب الكشفي القائد ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق